رئيس التحرير: طه يوسف حسن
Editor-in-chief: Taha Yousif Hassan

وسط تحديات الصراع في أوكرانيا واستمرار تفشي جائحة كوفيد-19، يعقد مجلس حقوق الإنسان دورته السنوية التي تستمر لمدة شهر ( 28 مارس – 1 أبريل 2022) في قصر الأمم، وهو الاسم الذي يطلق على مكتب الأمم المتحدة، في مدينة جنيف.

شهدت الدورة 49 لمجلس حقوق الإنسان  حضور أكثر من 130 شخصية أجنبية للجزء رفيع المستوى من المناقشات.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش كان من المقرر أن يشارك في هذه الاجتماعات لكنه ألغى زيارته وقرر البقاء في نيويورك “بسبب تفاقم الوضع في أوكرانيا”.

حول  الدورة التاسعة والأربعين للمجلس، تحدث رئيس المجلس المنتخب حديثاً فيديريكو فيليغاس إلى (أخبار الأمم المتحدة ) حول رؤيته للإجراءات والتحديات المرتبطة باستقطاب المجلس والدور الحاسم لمنظمات المجتمع المدني.

مسؤولية جماعية

قال السيد فيليغاس، رئيس مجلس حقوق الإنسان ، سفير الأرجنتين لدى الأمم المتحدة في جنيف: “لا يوجد بلد يمكنه القول إنه لا يواجه تحديات في مجال حقوق الإنسان”.

وبينما يشهد المجتمع الدولي حالياً زيادة في التوترات الجيوسياسية، أشار الدبلوماسي الأرجنتيني المخضرم إلى أنه ليس هناك دولة لا تشوبها شائبة.  

وقال إنه لا يمكن لأي بلد أن يدعي أنه “سجله جيّد في مجال حقوق الإنسان” خاصةً  عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل الحق في حرية التعبير أو مكافحة التمييز، مضيفاً “لدينا مسؤولية جماعية”.

مجلس حقوق الإنسان هو المكان الذي يتم فيه التمسك بهذه المسؤولية.

طلب من أوكرانيا

أنشأت الجمعية العامة مجلس حقوق الإنسان في عام 2006، وهو هيئة حكومية دولية داخل منظومة الأمم المتحدة، وتتألف من 47 دولة مسؤولة عن تعزيز وتقوية حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم.

مع تصاعد الأزمة في أوكرانيا الأسابيع الماضية ، أفاد المجلس عبر حسابه على تويتر بأن سفيرة أوكرانيا  لدى الأمم المتحدة في جنيف، يفينييافيليبينكو، طلبت عقد مناقشة عاجلة حول وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا خلال هذه الدورة .

من ضمن الدول المدرجة على جدول الأعمال هذا العام أفغانستان وسوريا وجنوب السودان وميانمار، وكذلك قضايا مثل الحصول على سكن لائق وحقوق الأقليات. كما ستجرى مناقشة سنوية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

تركيز على كوفيد-19

ينظر المجلس في أكثر من 100 تقرير قدمها أكثر من 30 من خبراء ومجموعات حقوق الإنسان، قبل اختتام الدورة التاسعة والأربعين في الأول من أبريل.

يتناول المجلس تقارير حوالي 50 حالة قطرية و40 موضوعاً، بما في ذلك جائحة كـوفيد-19.  كما عقد المجلس  ثلاث حلقات نقاش لدراسة سياسات الصحة العامة، والحصول على اللقاحات، وتأثير الأزمة الصحية على حقوق الإنسان.

تعقد هذه الجلسة على مدار فترة قياسية مدتها خمسة أسابيع، حيث تعقد الاجتماعات بصورة حضور شخصي وعبر الإنترنت.

رحبت الوفود خلال إنعقاد الدورة 49 بالعودة إلى الاجتماعات المباشرة بعد حرمانها من عقد مشاورات غير رسمية لمدة عامين.

وصف السيد فيليغاس رئيس المجلس الاجتماعات الشخصية بأنها “الدبلوماسية متعددة الأطراف”، قائلاً إن تخفيف القيود الصحية في سويسرا سهل المناقشات.

ولكن مع ذلك، أشار إلى الطريقة التي ساهمت بها الجائحة أيضا في ظهور ابتكارات تكنولوجية قيمة.

الاجتماعات الافتراضية تعني أنه لا يزال بإمكان المشاركين من جميع أنحاء العالم المشاركة في المناقشات، عندما كانت تعوقهم في السابق المسافة أو التكلفة.

على سبيل المثال، ألقى رئيس جزر مارشال، ديفيد كابوا، ووزير خارجية موريشيوس خطاباتهما عبر دوائر تلفزيونية مغلقة في يوم الافتتاح.

نأمل في حوار بناء

كما تحدث السيد فيليغاس عن رغبته في تجنب تسييس مجلس حقوق الإنسان خلال هذه الدورة التاسعة والأربعين.

وقال : “علينا أن نتعلم من التاريخ وأن نجد الفرصة للحوار البناء”، مؤكداً أن هيئة الأمم المتحدة هي أفضل وسيلة لمنع الصراعات وضمان حماية المدنيين المحاصرين في الحرب.

كما أن رئيس المجلس لم يتجاهل حقيقة أن بلاده الأرجنتين لديها تاريخ حافل بالعديد من انتهاكات الحقوق، وأنه لا تزال هناك دروس يمكن تعلمها من الماضي. وذكر أنه بصفته أرجنتينياً، فإن ذلك يلقي على عاتقه “مسؤولية إضافية”.

و رأى رئيس مجلس حقوق الإنسان أن مساهمات المنظمات غير الحكومية ضرورية للمناقشات في المجلس. وتم  الترحيب بممثلي العديد من المنظمات غير الحكومية في قصر الأمم، إلى جانب الدبلوماسيين وخبراء حقوق الإنسان.

وسلط السيد فيليغاس الضوء على الدور المزدوج للمجتمع المدني، أي “إظهار أخطاء الدول والتعاون معها لتطوير سياسات عامة أكثر في الحفاظ على تعزيز قضايا حقوق الإنسان كفاءة”.

واختتم رئيس مجلس حقوق الإنسان فيديريكو فيليغاس ، بالتفكير مليّاً في أهمية حماية حقوق الإنسان من أجل “ضمان مستقبل الأجيال القادمة، التي يمكن أن تتمتع بحياة أفضل بكثير من تلك الحالية والماضية”.

Global Media News

View all posts
arالعربية