رئيس التحرير: طه يوسف حسن
Editor-in-chief: Taha Yousif Hassan

الكاتب و المستشار القانوني محمد موسى جبارة يطرح كِتّابهُ (السودانُ المُعاصِر :حِلْمُ  العَودة  لِمملكة مَروي) كرؤية صائبة  تصب في تقويم المسار، يستعرض فيها الأزمة السودانية على امتداد القرن العشرين منذ مقتل خليفة المهدي والى يومنا هذا . كما تناول الكتاب تحليلاً موضوعياً  للفترة التي سبقت مايو، غير أن مايو بدأ معها الانحطاط الحقيقي للسودان وظل التدحرج من وقتها الى أن وصل فترة الانقاذ ولم يتوقف.

بحث الكاتب عن الهوية السودانية التي فشلت النخب السودانية عن تحديد تلك الهوية  التي تجسدت في ( الغابة والصحراء) ضاعت وسط الصراعات  السياسية و القبيلة ، و مزقتها الشعارات العقائدية و الاسلاموية و الطائفية و العرقية.

تتلخصُ  مشكلة السودان السودان الأساسية في  التنمية و تسخير الخيرات التي وهبها الله للسودان وتفجير طاقات الشباب حتى يستطيع إنسان السودان “صاحب أقدم و أعرق حضارة” أن يعيش بكرامة وعزة نفس.

يرى الكاتب أن الهَوِيّات المتشابكة و التنوع العرقي و الثقافي لم يكن عائقًا في دروب التنمية و التقدم الحضاري، بل هو نموذجاً حضارياً كما هو الحال في سويسرا التي تتميز بتنوعها الثقافي و السياسي و الديني،  مما جعل ديمقراطيتها تتكئ على إرادةٍ شعبية.

لم يكن التنوع العرقي حافزاً للتخلف بل هو حافزاً للإبداع التقني و الثقافي كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية التي استثمرت التنوع العرقي في خلق عالم من الإنتاج و الإبداع .

كِتّابُ (السودانُ المُعاصِر :حِلْمُ العَودة لِمملكة مَروي ) الذي استعرض الأزمة السودانية  يرى ضرورة الإتفاق على نظام سياسي يتواءمُ مع أمزجةِ التعددية الثقافية و التركيبة الإجتماعية  و التنوع الثقافي و الديني الذي من الممكن أن يخلق إبداعاً سياسياً و فنّاً سودانياً راقي يستندُ على حضارةٍ ارتسمتْ ملامحها بمملكة الفور و مملكة سنار  ورجال العبدلاب و حضارة مروي و آثار الفراعنة في كرمة.

Global Media News

View all posts
arالعربية