الأمم المتحدة جنيف 1 مارس 2024
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك في الحوار التفاعلي المعزز حول السودان والذي انعقد اليوم الجمعة 1 مارس 2024في سياق الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. إن الأزمة في السودان مأساة يبدو أنها انزلقت إلى طي النسيان على المستوى العالمي، واتسمت “بتجاهل خبيث للحياة البشرية. ففي غضون أحد عشر شهرا، قُتل ما لا يقل عن 14,600 شخص، وأصيب 26 ألفا آخرون. ولا شك أن الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير”.
وقال إن مكتبه تلقى تقارير مثيرة للقلق عن عمليات قتل ذات دوافع قبلية شملت قطع الرؤوس في شمال كردفان، وحوادث في مناطق مختلفة، بما فيها ولاية الخرطوم، وغرب دارفور، وولاية الجزيرة، مشيرا إلى أن مكتبه سيتابع مع السلطات السودانية لضمان التحقيق في هذه الادعاءات ومحاسبة الجناة.
العنف الجنسي كسلاح للحرب
وقال فولكر تورك إن المدفعية الثقيلة المستخدمة في الحرب في السودان لا تشكل سوى جزء واحد من الأسلحة، مشيرا إلى أن العنف الجنسي بوصفه سلاحا من أسلحة الحرب، بما في ذلك الاغتصاب، ظل سمة مميزة – وحقيرة – لهذه الأزمة منذ بدايتها.
وأضاف قائلا: “منذ بدء النزاع في أبريل الماضي، وثّق مكتبي 60 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالنزاع، شملت ما لا يقل عن 120 ضحية في جميع أنحاء البلاد، غالبيتهم العظمى من النساء والفتيات. ومن المؤسف أن هذه الأرقام لا تعكس إلى حد كبير الواقع. وأفادت تقارير بأن رجالا يرتدون زي قوات الدعم السريع ورجالا مسلحين ينتمون إليها مسؤولون عن 81% من الحوادث الموثقة”.
الدعوات لتسليح المدنيين مثيرة للقلق
أعرب فولكر تورك عن صدمته إزاء تزايد الدعوات المنادية بتسليح المدنيين، بمن فيهم الأطفال. وقال إن مكتبه تلقى مؤخرا تقارير تجنيد قوات الدعم السريع مئات الأطفال كمقاتلين في دارفور، كما فعلت القوات المسلحة السودانية الشيء نفسه في شرق السودان.
رفض التعاون مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق
وقال تورك إن قوات الدعم السريع لم تف حتى الآن بوعدها بشأن التعاون مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق بشأن السودان التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في تشرين أكتوبر من العام الماضي، فيما تواصل السلطات السودانية معارضة أي تعاون.
وحث جميع أطراف النزاع على اتخاذ خطوات فورية للتعاون مع بعثة تقصي الحقائق، وحث الدول الأعضاء، وخاصة المجاورة للسودان، على دعم العمل الحيوي للبعثة. ومضى قائلا: “ذهبت إلى السودان في نوفمبر 2022، وهي أول زيارة لي كمفوض سامٍ. سمعت قصصا عن الفقدان والحزن، ولكنني سمعت أيضا الكثير من قصص الأمل. وأخشى أن هذا الأمل قد تلاشى”.