رئيس التحرير: طه يوسف حسن
Editor-in-chief: Taha Yousif Hassan

الأمم المتحدة ، جنيف : 29 أكتوبر 2024 

يشعر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بقلق بالغ إزاء تصاعد الأعمال العدائية والعنف في ولاية الجزيرة بالسودان، الأمر الذي يزيد من تفاقم خطر الهجمات ضد المدنيين والعنف بدوافع عرقية والجرائم الفظيعة.

منذ انشقاق أبوعقلة كيكل ، قائد قوات الدعم السريع في منطقة الجزيرة وانضمامه إلى القوات المسلحة السودانية في 20 أكتوبر تزايدت هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة، على ما يبدو انتقاما لاعتقاله. انشقاقه واستهداف أفراد من مجموعته العرقية. وفي يوم الجمعة 25 أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 124 شخصاً في هجوم شنته قوات الدعم السريع البرية على قرية السريحة، مع ظهور مقاطع فيديو غير مؤكدة تظهر عشرات الجثث مصطفة للدفن.

ويأتي هذا الحادث بعد هجومين آخرين على الأقل شنتهما قوات الدعم السريع على مدينتي تمبول ورفاعة القريبتين في وقت سابق من الأسبوع. وتشير التقارير إلى مقتل مئات الأشخاص في تمبول، وسط عمليات نهب واسعة النطاق. كما تشير إلى وقوع ما لا يقل عن 25 حالة عنف جنسي في عدة قرى بمحلية شرق الجزيرة، بينهم ثلاثة من الكوادر الطبية وفتاة تبلغ من العمر 11 عاماً، توفيت على إثرها. كما ورد أنه تم اختطاف نساء وفتيات.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير مثيرة للقلق تفيد بأن قوات الدعم السريع احتجزت وأساءت معاملة المدنيين من القرى المستهدفة، وصادرت أجهزة الإنترنت والهواتف في حوالي 30 قرية، مما أدى إلى قطع قنوات الاتصال الحيوية. هناك أيضًا تقارير عن حرق المحاصيل. في الوقت الذي يواجه فيه أكثر من 25 مليون سوداني انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الصراع المستمر، فإن تدمير المحاصيل في منطقة تعتبر سلة غذاء البلاد لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل.

ونتيجة لأعمال العنف، أفادت التقارير أن آلاف الأسر نزحت من ولاية الجزيرة إلى ولايتي القضارف وكسلا المجاورتين، مما زاد من أزمة النزوح الحادة بالفعل في البلاد. نزح ما يقدر بنحو ثمانية ملايين شخص داخليًا في جميع أنحاء السودان منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023.

كما نشعر بالقلق إزاء الدعوات المتزايدة لتعبئة المدنيين في ولاية الجزيرة، والتقارير عن خطاب الكراهية المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. ويجب على قادة الجانبين اتخاذ جميع التدابير على الفور لتهدئة الوضع.

ويكرر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك دعوته جميع الأطراف إلى الاحترام الصارم لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيما من خلال ضمان حماية المدنيين. ويجب عليهم أيضًا أن يضعوا حدًا للانتهاكات التي ترتكبها قواتهم. ويجب التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، بعد محاكمات عادلة، لكسر دائرة العنف.

Global Media News

View all posts
arالعربية