بقلم: ألفا فربيل ، أستراليا
الحرب في السودان مدمرة وغير إنسانية، وقد أسفرت عن تهجير قسري، هجرة قسرية، أمراض وأكثر من ذلك. يموت الأبرياء السودانيون كل يوم إما بسبب القصف الجوي المستمر أو رصاص الميليشيات. “التعذيب، الجوع والموت أصبحوا جزءاً من الحياة اليومية في السودان”، كما قال يوسف هارون من أم درمان في مكالمة هاتفية.
مر عام ونصف منذ بداية النزاع ولا يظهر أي مؤشر على قرب نهايته، بل تستمر المعارك بشكل أكثر عنفاً، حيث يسعى كل طرف للقضاء على الآخر عسكرياً. في الوقت نفسه، يتقاسم رئيس الجيش السوداني ورئيس قوات الدعم السريع، كلاهما طويلَا الصداقات وكانا يعملان معاً تحت نظام البشير، كل منهما يسعى لبناء طموحاته السياسية الخاصة مما أدى إلى تمزيق البلاد.
تأسست المجموعة المدنية “تقدم” تحت قيادة رئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك، والتي دعت إلى وقف الحرب وإعادة السلطة إلى حكومة مدنية. كما دعت المجموعة إلى تنفيذ منطقة حظر طيران فوق السودان ونشر قوات حماية دولية لوقف الفظائع اليومية التي تحدث. ومع ذلك، فإن رفض حمدوك وجماعته إدانة أفعال قوات الدعم السريع بشكل صريح جعل العديد من السودانيين يرون حمدوك أكثر ولاءً لقوات الدعم السريع من ولائه للجيش السوداني الوطني، مما جعل جهوده تبدو غير عملية في نظر أولئك الذين يدعمون الجيش.
بدأت الحرب في البداية كنزاع سياسي حول السلطة بعد الإطاحة بعمر البشير في عام 2019 إثر حركة احتجاجات شعبية. وقد أدت الأزمة الاقتصادية وارتفاع تكلفة المعيشة بسبب انخفاض عائدات النفط والفشل في السياسات الاقتصادية إلى أشهر من الاحتجاجات الشعبية في السودان، مما دفع الجيش إلى الإطاحة بالبشير. لكن رغم كل المحاولات، لم ينجح أي من الجهود الإقليمية والدولية في وقف الحرب، بما في ذلك المحادثات التي رعتها الولايات المتحدة والسعودية في جدة، والتي أسفرت فقط عن اتفاقات هشّة لوقف إطلاق النار.
القتال مستمر بين الجيش السوداني (SAF) تحت قيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع (RSF) بقيادة نائب البرهان، الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي). هذه القوات تقاتل بعضها البعض من أجل السيطرة على السلطة في البلاد. قوات الدعم السريع، المدعومة من دول مثل الإمارات وتشاد، تستفيد من المرتزقة في المنطقة لدعم موقفها في النزاع، مما يجعل من الصعب هزيمتها بسهولة.
يقول البعض إن قوات الدعم السريع تسعى لتنفيذ أجندات خارجية بينما تواصل مهاجمة المدنيين في مناطق عديدة من السودان، بما في ذلك دارفور حيث بدأت هذه القوات. من جهة أخرى، تدّعي قوات الدعم السريع أن هدفها هو محاربة الإسلاميين الذين لا يزالون نشطين داخل المؤسسات العسكرية، في حين أن الجيش السوداني يتهم قوات الدعم السريع بأنها تمردت وتسعى للسيطرة على البلاد بالقوة.
بغض النظر عن هذه الروايات المختلفة، يجد الشعب السوداني نفسه في وسط صراع مميت، بينما يحاول المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، التوسط من أجل إنهاء النزاع. ومع ذلك، لم يتمكن أي من هذه الجهود من جلب السلام الدائم
الحل المحتمل في هذه الحرب هو توحيد السودانيين وراء الجيش الوطني للدفاع عن سيادة البلاد، وطرد قوات الدعم السريع والمرتزقة الأجانب الذين يهددون وحدة السودان. إن الهزيمة العسكرية لقوات الدعم السريع قد تفتح الطريق لسلام شامل وأكثر ديمومة في السودان، حيث يمكن أن تشمل أي اتفاقات سلام جميع الأطراف السياسية السودانية وتضمن إعادة بناء مؤسسات الدولة دون تدخل القوى الأجنبية.
الدولي للتنمية المستندة إلى الموارد. تركز أبحاثه على القانون الدولي وحقوق الإنسان، والأمن الوطني، والاقتصاد السياسي الدولي، وموارد الطاقة، والأمن الدولي، والاستثمارات الصينية في إفريقيا، وتحويل التكنولوجيا، والسياسة الإفريقية