د. هاشم محمد عثمان
تسرى الكثير من الأقاويل والآراء حول موقف أبوعاقلة كيكل قائد درع السودان الملتحق مُؤخراً بقوات الشعب المسلحة، فهناك من يرى أنه خائن باع أهله وقاد المرتزقه والمليشيا العابرة للحدود وأدخلهم إلى داره و عشيرته في الجزيرة و شرقها ، ولعلِّيّ كنتُ أحد هؤلاء حين سقطت الجزيرة الحبيبه ومن بعدها سنار (الولايه) ،وكنت مذهولاً كيف لفارسٍ أصيل وفيه كل صفات المروءة والشجاعه أن يفعل ذلك، وهو أبن ( أمُ هبج) مرتع الشهامة والرجولة ومجمع الصفات الحميدة من كرم وأخلاق، ولمعرفتى بأصلهِ ونسبه و حسبه كنتُ دائماً أقول أن فى الأمر عجب ومع مرورِ الأحداث لاحظت ُ – وكذا الجميع- أنَّ الرجل بين الفينة والأخرى يحاول الإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدفاع عن أهلنا المكلومين فى جزيرة الخير ( غربها وشمالها وجنوبها) يفزعهُم حين يتعرضون إلى الهجوم من المليشيا الحاقده رغم فشله فى ذلك فى السريحه وود الجترة وازرق وغيرها ، وأظن ذلك كان بسبب عدم سيطرته على المليشيا المتفلتة فى تلك المناطق والتى تتكون من مجموعة حاقديين مُجرمين حثالة أرادو إذلال إنسان الجزيرة كما فعلو بأهلنا فى دارفور، واستطاع كيكل إلى حدٍ كبير أن يحمى شرق الجزيرة ببساطه لأنها كانت منطقة نفوذ قواته (أبناء المنطقه) ، وكان أيضاً فى كتير من المواقف يطلق رسائل بأن القوات المسلحه مؤسسه عريقة ، ولماذا نقتتل ونحن أبناء عمومه، وذلك يوحى بأن الرجل غير راضٍ عن هذه الحرب وأنه في مكانٍ غير مكانه .
إنطلقت كتير من الإشاعات( ولا ندري هل هى إشاعات أم حقائق ) بأن الرجل (مزروع )من قبل قواتنا المسلحه بداخل المليشيات، وأنه ( رأفت هجان) السودان، و إن كان ذلك صحيحاً ام خطأ فإن الرجل عاد إلى حُضن الوطن، وقد كان بالإمكان أفضل مما كان لحظة انضمامه إلى القوات المسلحه ولكن لسبب ما حدث ذلك الخلل، المهم فى الأمر انه عاد مُعززاً مُكرماً ، إلى حُضنِ القوات المسلحة و مُنِح رتبةً رفيعه فى الجيش السودانى، ، ،،
إذاً لماذا لا نقف مع الرجل وندعمه معنوياً ومادياً ؟؟، لماذا لا نلتحق بقواته ؟؟ أوليس الرجل يدافع عن أهله ووطنه ويناضل ويستميت من أجل تحرير الجزيرة من دَنسِ مليشيا الدعم السريع !!!!
و السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان لماذا لم يذهب كيكل بعد إلتحاقه بالجيش للعاصمة (المؤقته ) بورتسودان ويجلس بأحدى المكاتب المكيفة مُتقلداً منصباً رفيعاً كما فعل الأخرين ؟؟؟ ولكنه لم يفعل بل حمل روحه على كفيه فى ساحات الفداء.
لماذا يَصفهُ البعضُ بأنه خائن، أوليس كثير ممن يحاربون إلى جانب الجيش اليوم كانوا فى يومٍ من الايام يحاربون الجيش نفسه؟؟؟ بغض النظر عن أنهم يؤمنون بقضيتهم أو متمردون، و برغم ذلك أُثمِّن عالياً ما تُقدمَهُ المشتركه من بطولاتٍ، و أعلم تماماً أن لديهم قضيه، حتى المشتركه هذه كان الكتير من السودانيين ينظرون إلى قادتها بأنهم متمردون ، إذاً لماذا نصف كيكل بالمتمرد و لو وصفناهُ بهذا الوصف فقد عاد الرجل إلى رُشدِهِ، ألا يحقُ له أن يجد الدعم من أهل السودان كافةً وأهل الجزيرة على وجه الخصوص، ولعلكم تعلمون إغراءت الدنيا من مالٍ و مناصب التى تُقدم لقادةِ المليشيا ، اذاً لو كان الرجل خائناً لإستمر فى تمرده، وكسب ما كسب من متاع الدنيا على حساب بلده وأهله، ولكن الرجل بمحض ارادته إختار طريقَ التوبةِ والعوده، إلى حضن الوطن ، ولم يركن منذ أنْ عاد وما استكان بل جمع الشباب حولهُ واستنفر كل مَنْ استطاع إليه سبيلا ، مدعوماً بالعمل الخاص وإلى يومنا هذا لم يتوقف عن القتال ولم تفتر همته ولم تهن عزيمته، فنقولُ لأهلنا إنْ لم تستطع أن تدعم الرجل بنفسك ومالك وكلمتك فكف عنه اذاك، فهو ماضٍ بإذن الله فى التحرير تحت رأية القوات المسلحه السودانيه،.
يجب علينا كمسلمين أن نقتدي برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم، و لنا في خالد ابن الوليد أُسوةً حسُنة فقد قاد المشركين فى غزوة أُحُد وانتصر على المسلمين بعد أن خَالفَ الرماةُ أمر النبى عليه الصلاة والسلام وانصرفوا إلى الغنائم ، وبعد أن أسلم خالد ابن الوليد، أصبح أعظم قادة الإسلام، حتى سُمِّيَ ب ( سيف الله المسلول) ، وأنا أقولها وبكل فخرٍ … كيكل هو (سيف السودان المسلول) على كلِّ خائنٍ وعميلٍ ومرتزق ، وعلى ِّ من يهاجمه بجهلٍ أو بغرضٍ من أصحاب الأجندة، وكما تعلمون هناك الكثير من الأجندات الخاصه وكثير من أعداء النجاح، والكثير الكثير ممن يحبوا أن ينسبو النجاحات لأنفسهم أو لا تكن تلك النجاحات ،، على شاكلة (القُراده).