جنيف :18 ديسمبر 2024
اختار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة السفير السويسري يورغ لاوبر رئيسًا له لعام 2025. هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها سويسرا رئاسة مجلس حقوق الإنسان الذي يتخذ من مدينة جنيف مقراً له، ويتمثل دوره في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها على الصعيد العالمي.
وتعتبر سويسرا بلد متعدد اللغات، والأديان، والثقافات، وملتزم بشدة بالقيم الديمقراطية والحوار وبناء التوافقات“- هذه هي قيم سويسرا التي أبرزها يورغ لاوبر في خطابه أمام المجلس يوم الاثنين الماضي مباشرة بعد تعيينه. وسيتولى لاوبر، وهو دبلوماسي سويسري محنك يبلغ من العمر 61 عامًا، ويتمتع بمسيرة مهنية طويلة في العلاقات الدولية، هذا المنصب لمدة عام واحد.
وقد سبق للاوبر أن شغل مناصب عدة، منها الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بين عاميْ 2015 و2020، ومدير مكتب رئيس المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا. كما شارك في بعثات حفظ السلام في ناميبيا وكوريا في المناطق منزوعة السلاح.
التحديات المقبلة
يأتي ترشيح لوبر في وقت يواجه فيه المجلس العديد من التحديات، بما في ذلك الانتقادات المتزايدة بشأن تسييسه والاستقطاب بين أعضائه الـ47.
ومن المرجح أن يؤدي التنافس بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكذلك الحرب في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط إلى تفاقم هذه التوترات.
فضلا عن ذلك، يواجه المجلس ضائقة مالية بسبب أزمة السيولة المستمرة في الأمم المتحدة. وسيؤدي ذلك إلى تقليص البرامج وإلغاء الفعاليات الجانبية، مما قد يؤثر على قدرته على العمل بفعالية.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2025، يسود قلق متزايد بين أعضاء الأمم المتحدة من أن الولايات المتحدة قد تخفض مساهمتها المالية لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
في ظل إدارة ترامب في عام 2018، غادرت الولايات المتحدة مجلس حقوق الإنسان ، متذرعة بـ “تحيزه المزمن ضد إسرائيل” وسجلات بعض أعضائه المثيرة للجدل في مجال حقوق الإنسان. ثم عادت الولايات المتحدة إلى المجلس في الفترة 2022-2024 في ظل إدارة الرئيس جو بايدن. ومنذ انتخابه لم يعلق ترامب على مساهمة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، مفضلا ترك الغموض سيد الموقف.