13.02.2025
حذر نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إدمور توندلانا من أن الوضع في البلاد يزداد سوءا مع استمرار الصراع ونزوح مزيد من الناس وازدياد الاحتياجات الإنسانية.
وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، أشار توندلانا إلى أن هناك “أزمة حماية في السودان بسبب الثمن الباهظ الذي يتعين على الناس دفعه” بسبب الصراع.
وعن ظروف المجاعة التي تم الإعلان عنها بالفعل في بعض المناطق، نبه إلى أن الوضع يتفاقم بسبب القتال المستمرفي تلك المناطق بما فيها مناطق في ولايات دارفور وكردفان والجزيرة، مضيفا “لم نتمكن من الوصول إلى الأشخاص الذين كان ينبغي لنا أن نوفر الاستجابة لهم بشكل فعال”.
لكنه أشار كذلك إلى العمل الكبير الذي تبذله الأمم المتحدة وشركاؤها على صعيد الاستجابة الإنسانية، مشيرا إلىأنهم تمكنوا من الوصول إلى ما يقرب من 20 مليون شخص الذين تلقوا شكلا من أشكال المساعدة منذ بداية الصراعفي أبريل 2023.
وعن تأثير الصراع على النساء والفتيات، قال توندلانا: “بالنظر إلى التأثير على النساء، كان الأمر كبيرا جدا لأن حوالي 70 في المائة من الأشخاص المتأثرين فعليا بالصراع بما في ذلك النازحون داخليا، هم في الواقع من النساء والفتيات”.
ودعا المسؤول الأممي إلى “احترام الحياة”، مشددا على أنه “بدون سلام، فإن الجهود الإنسانية التي نحاول القيام بها هنا تظل مقيدة بشدة”. وشدد كذلك على ضرورة الوصول الإنساني دون عوائق وتعزيز الجهود الدبلوماسيةوالمحاسبة عن الفظائع التي ارتكبت ضد المدنيين.
ودعا إلى توفير التمويل الإنساني اللازم، مشيرا إلى النداء الإنساني للسودان لجمع 4.2 مليار دولار. وأضاف أنه “إذا كان علينا الوصول إلى 21 مليون شخص يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، فإن كل ما نحتاجه هو شيء مثل 0.50 دولار للشخص الواحد في اليوم”.
فيما يلي نص الحوار مع مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إدمور توندلانا الذي تحدث إلينا عبر الفيديو من بورتسودان.
أخبار الأمم المتحدة: هل يمكنك وصف الوضع على الأرض في السودان في ظل استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك؟
إدمور توندلانا: الوضع في السودان ليس جيدا. إنه يزداد سوءا يوما بعد يوم. لدى السودان بعض من أعلىالاحتياجات الإنسانية في العالم. حوالي 30 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. وهذا في الواقع يعنيخمسة ملايين شخص إضافي مقارنة بالعام السابق.
السودان لديه في الواقع أعلى عدد من النازحين، وهو ما يقرب من 9 ملايين شخص فروا من منازلهم حتى هذهاللحظة، وهو ما يضيف إلى ما بين مليونين وثلاثة ملايين آخرين نزحوا بالفعل قبل ذلك، أي أن حوالي ربع السكان، أو12 مليونا لم يعودوا في منازلهم بينما نتحدث الآن.
نحن نطلق على ما يحدث أيضا أزمة حماية بسبب الثمن الباهظ الذي يتعين على الناس دفعه مقابل ذلك. هناكتصاعد في الهجمات على عامة السكان على نطاق واسع؛ بما في ذلك الهجمات على المرافق الصحية والبنيةالأساسية المدنية وما إلى ذلك. باختصار، أود أن أقول إن الوضع مزرٍ بالفعل ولا يبدو جيدا. الصراع مستمر، ويستمرنزوح الناس.