نيويورك : 28 فبراير
مع اقتراب الحرب في السودان من عامها الثاني، أكد السيد رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان ضرورة مضاعفة الجهود وتنسيقها بهدف التوصل إلى حل سلمي يراعي سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه، ويضع حدا لأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وشدد لعمامرة على أن الحل يجب أن يكون سياسيا داعيا للاعتماد على الحكمة، والقدرة على تجاوز الأسباب التيدفعت بطرفي النزاع إلى الحرب. وأكد أن الشعب السوداني هو صاحب السيادة والقرار فيما يتعلق بمستقبله.
وفي حوار مطول مع أخبار الأمم المتحدة، في نيويورك، تناول المسؤول الأممي الوضع المتدهور في السودان،والتحديات التي تواجه جهود السلام، مشيرا إلى أنه يبذل قصارى جهده من أجل إقناع المتقاتلين وأصحاب القرار بأنالحل الوحيد هو الحل الذي سينتج عن إرادتهم السياسية المشتركة.
وشدد السيد لعمامرة على ضرورة أن تحظى حماية المدنيين في السودان بالأولوية القصوى، مجددا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بوقف العدائيات في شهر رمضان.
التعلم من أخطاء الماضي
السيد رمطان لعمامرة دعا السودانيين إلى استخلاص العبر من تجارب الماضي، قائلا إن التحركات الجارية من أجلالتوصل إلى حل لابد أن تتم في سياق احترام سيادة السودان واستقلاله ووحدته – شعبا وترابا. ومضى قائلا:
“أعتقد أن هذا أمر أساسي لا غبار عليه. وبالنسبة للأمم المتحدة – وبالنسبة لي أنا شخصيا – سأبقى أكرر وألح على هذه النقطة لأنها أساسية، لأننا نريد أن نخرج من هذه المحنة بسودان قوي وموحد، وبسودان يستخلص العبر من تجاربه التاريخية المعاصرة، ويتخذ القرارات الضرورية كي لا تتكرر الأخطاء التي تكون قد تسببت في اندلاع حروب في الماضي القريب، بما فيها الحرب الحالية”.
ميثاق نيروبي
وبشأن التطورات الأخيرة في العاصمة الكينية نيروبي، حيث وقعت مجموعات سياسية وعسكرية ميثاقا يعبر عن نيةلإنشاء سلطة حاكمة في المناطق التي تسيطرعليها قوات الدعم السريع، أشار السيد لعمامرة إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة و التي أعرب فيها عن قلق بالغ إزاء هذه الخطوة، التي قال إنها تزيد من خطر تفتيت السودان. ونبه لعمامرة إلى أن كل ما من شأنه أن يوسع الفجوة بين السودانيين بدلا من جمع شملهم “غير مرغوب فيه”.
وتطرق أيضا إلى خريطة الطريقة التي صدرت في بورتسودان في التاسع من فبراير، والتي قال إن الأمين العام للأممالمتحدة رحب بها وطلب من جميع السودانيين المهتمين أن يشاركوا فيها بأفكارهم لإثراء الوثيقة التي قال إن منشأنها أن تسهل النقاشات المطلوبة لإعادة بناء دولة سودانية واحدة متماسكة.
وقال المبعوث الشخصي للأمين العام إن البناء على الطرح الحالي هو الخطوة التالية التي هو على استعداد لخوضها“رغم حساسيتها وصعوبتها“. وأكد ضرورة التنسيق بين مختلف المبادرات المطروحة الرامية للتوصل إلى حوار وطنيسوداني شامل.
وأضاف قائلا: “همنا الوحيد هو إقناع من يهمهم الأمر بالانخراط في الطريق الذي نرى أنه يحمل في طياته بذور الحل التوافق المقبول والمرضي للجميع”.
دور المجتمع الدولي
في هذا الخصوص، دعا المبعوث الأممي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتنسيق الجهود لدعم السلام فيالسودان، منبها إلى أن انخراط المجتمع الدولي الجاد لحل الأزمة في السودان يتطلب “دراسة متأنية وموضوعية وفهما دقيقا” لمعطيات الوضع، بما في ذلك جذور النزاع، وتاريخه، وأبعاده، والمؤثرين فيه، والتدخلات الأجنبية،والعناصر الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار عند دراسة الوضع.
وتفاديا للتضارب بين المبادرات، قال لعمامرة إن الجهود الدولية والإقليمية لابد أن يتم توحيدها كي تصبح “صوتا واحدا قويا”. وأضاف قائلا: “بكل تأكيد حل أزمة السودان وإنهاء الحرب والمأساة ومعاناة المواطنين كلٌ متكاملٌ، هناك مداخل كثيرة، ولابد من تنسيق الجهود من خلال العمل الجاد في كل مدخل من مداخل الأزمة”.