جنيف 14 مايو 2025
أدانت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المستقلين* بشدة اليوم الانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة المرتكبةضد النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وعمليات الاختطاف، والقتل، والتينُسب الكثير منها إلى قوات الدعم السريع.
وقال الخبراء: “نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير المروعة عن العنف الجنسي والاختطاف والقتل التي تستهدف النساءوالأطفال، بما في ذلك في مخيمات النزوح، والتي تعكس حملة ممنهجة ووحشية ضد الفئات الأقل حماية فيالمجتمع السوداني“.
وأشار الخبراء إلى أن النزاع في السودان، الذي يدخل عامه الثالث، لا يزال يُلحق خسائر فادحة بالمدنيين، حيثتواجه النساء والفتيات مخاطر متزايدة من الاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي، والاتجار بالبشر، والزواجالقسري، لا سيما في الجزيرة، وسنار، ودارفور، وجنوب كردفان. وفي بعض الهجمات، أفادت التقارير بتشتيت عائلاتبأكملها، حيث اغتُصبت النساء أمام أقاربهن أو اختُطفن لارتكاب العنف الجنسي لفترات طويلة. وحذروا من أن“العنف الجنسي لا يزال يُستخدم بشكل منهجي كسلاح حرب في السودان“.
قال الخبراء إنه في قرى مثل السريحة والأزرق و رفاعة وأبو جلفة، انتحرت النساء إثر تعرضهن لاعتداءات مؤلمة،مشيرين إلى أن الناجيات يفكرن بشكل متزايد وبصراحة في الانتحار كوسيلة للهروب من أهوال النزاع المستمرة.
وأضافوا: “تؤكد هذه الروايات المروعة حجم أزمة الصحة النفسية بين النساء والفتيات، ونقص فرص الحصول علىالرعاية والدعم، والإفلات من العقاب الذي يتمتع به الجناة، لا سيما في المناطق التي انهارت فيها أنظمة الدعمتمامًا“.
وقال الخبراء: “وراء كل تقرير امرأة أو فتاة تغيرت حياتها بشكل لا يمكن إصلاحه. هذه الأزمة لا تتطلب الاهتمامفحسب، بل تتطلب أيضًا اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذه الفظائع على أساس العدالة والإنسانية“.
أشار الخبراء إلى أنه منذ عام 2025، تم توثيق ما لا يقل عن 330 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاعات، على الرغم منالاعتقاد بأن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب نقص الإبلاغ. يواجه الناجون، بمن فيهم الأطفال، عوائق هائلة فيالحصول على الرعاية الطبية أو النفسية. في الفاشر وغيرها من المناطق المحاصرة، أدى انهيار النظم الصحيةوالهجمات على مخيمات النازحين إلى ترك النساء يلدن في ظروف غير آمنة وغير صحية. وارتفع معدل وفياتالأمهات بشكل حاد، ولا تزال الرعاية الإنجابية الطارئة شبه معدومة.
وأفاد الخبراء بأن حالات الاختفاء القسري للنساء والفتيات قد ازدادت بشكل كبير في المناطق التي تسيطر عليهاقوات الدعم السريع، حيث يُعتقد أن العديد منهن اختُطفن لأغراض الاستعباد الجنسي والاستغلال. وتُؤخذ الضحايامن أماكن النزوح والأسواق والملاجئ، وسط انهيار أنظمة الحماية. وقد تدهورت الأوضاع في هذه المناطق بشكلكبير، مما يعرض النساء والفتيات لمزيد من العنف الجنسي.
كما أعرب الخبراء عن قلقهم إزاء استمرار الاعتداءات على المدافعات عن حقوق الإنسان والعاملات في الخطوطالأمامية، اللواتي وردت تقارير عن تعرضهن للاغتصاب أو القتل أو المضايقة بسبب مساعدتهن للناجيات أو توثيقهنللانتهاكات.
وقالوا: “تُلحق هذه الانتهاكات ضررًا بالغًا بالأفراد والمجتمعات، وتُفكك باستمرار ما تبقى من الحماية وتُقوض آفاقالتعافي والعدالة“.
وأضافوا: “إن النطاق المروع للعنف الذي لا تزال النساء والفتيات يتعرضن له يُعد دليلًا مُقلقًا على تآكل الحمايةالمُقدمة للنساء والفتيات في أوقات النزاع وتطبيع هذا العنف. يجب على المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجللوقف هذا العنف “.