رئيس التحرير: طه يوسف حسن
Editor-in-chief: Taha Yousif Hassan

تستضيف جنيف اليوم الأربعاء 28 يوليو 2021  محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا تتمحور حول “الاستقرارالاستراتيجي”، في لقاء يأتي استكمالاً لقمة جمعت رئيسي البلدين الشهر الماضي ويهدف بالدرجة الأولى إلى تهدئة علاقتهما المتوتّرة.

انطلقت المباحثات صباح اليوم خلف أبواب موصدة وبعيداً عن عدسات وسائل الإعلام. وترأس نائبة وزير الخارجيّة الأميركي ويندي شيرمانالوفد الأميركي، بينما يقود نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الوفد الروسي.

ونشرت البعثة الأميركية لدى جنيف صورتين، يظهر في الأولى رئيسا الوفدين وهما يتبادلان التحية وخلفها علم أميركي وآخر روسي. ويجلسان في الصورة الثانية وجهاً لوجه بينما يضعان الكمامة.

خفّض الجانبان الأميركي والروسي من سقف توقعاتهما المنتظرة من المحادثات والتي تتطرق بالدرجة الأولى إلى قضايا هامة ذات علاقةبالحدّ من التسلّح. ويضم الوفد الأميركي بوني جينكينس التي تمّ أخيراً تعيينها في منصب نائبة وزير الخارجيّة لشؤون الرقابة علىالأسلحة.

وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها  “نسعى من خلال هذا الحوار إلى إرساء أسس لإجراءات مستقبلية للحدّ من التسلحوخفض المخاطر”.

وقال ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ورئيس الوفد المفاوض   “علينا أن نفهم” إثر المحادثات مدى “جديّة زملائنا الأميركيين في رغبتهمبإقامة حوار ذات مغزى وحيوي بشأن الاستقرار الاستراتيجي. … لن أضع سقفاً للتوقعات أعلى مما ينبغي”.

جرى التوافق على إطلاق الحوار حول “الاستقرار الاستراتيجي” خلال قمة جمعت في 16يونيو الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسيفلاديمير بوتين في جنيف.

– توتّرات –

ويُعقد الاجتماع وسط توتّر على جبهات عدّة بين البلدين. وتوعّدت الولايات المتحدة موسكو باتّخاذ إجراءات إذا لم تضع حدّاً لموجة الهجماتالإلكترونيّة التي يُشنّ عدد كبير منها من الأراضي الروسيّة، بحسب ما تؤكّد السلطات الأميركيّة.

ورغم أن موسكو تنفي أي مسؤولية لها عن الهجمات، رحّب بوتين بالجهود التي يبذلها بايدن لجعل العلاقات بين البلدين أكثر هدوءاً و أقلتوتر.

إلا أن بايدن استبق المحادثات باتهامه الثلاثاء روسيا بالسعي مجدداً إلى عرقلة سير الانتخابات التشريعية المقرّرة في الولايات المتّحدة العامالمقبل من خلال نشرها “معلومات مضلّلة” في بلاده.

وقال خلال زيارة لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية “إنّه انتهاك صريح لسيادتنا”.

وأضاف “لدى بوتين مشكلة حقيقية، فهو على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء غير ذلك…. هذا يجعله أكثر خطورةبالنسبة لي”.

ولم تتأخر موسكو في الرد على تصريحات بايدن.

وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين خلال إيجاز صحافي إن التصريحات “خاطئة”.

وأضاف “نرى هنا سوء فهم ومعرفة خاطئة عن روسيا المعاصرة”، موضحاً إن بلاده “قوة نووية لكنّها قوة نووية مسؤولة للغاية … نعم لديناقطاع نفط وغاز لكنّ القول إنه ليس لدى روسيا شيء آخر هو خطأ جوهري”.

وشدد المسؤول الروسي على أنّه ليس لدى بلاده “أي نيّة للتدخّل في العمليات الانتخابية في بلدان أخرى”.

ومن شأن تصريحات بايدن والرد الروسي عليها أن تخفّض من سقف التوقعات المنتظرة من الاجتماع الثنائي.

لكنّ الباحث في معهد موسكو للعلاقات الدولية أندريه باكليتسكي، قال مؤخراً لإتحاد الصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف،متحدّثاً بصفة شخصية، إنّ انبثاق مجموعات عمل عن المحادثات قد يشكل مؤشراً مثيراً للاهتمام حول مضمونها.

واعتبر أن من شان ذلك أن يعكس أولويات الطرفين وكيف سارت المناقشات.

وخلال إعلانهما عن إطلاق الحوار حول “الاستقرار الاستراتيجي”، شدد بوتين وبايدن على أنه حتى في ذروة الحرب الباردة، كانت موسكووواشنطن على اتصال تجنّباً للأسوأ.

Global Media News

View all posts
en_USEnglish