رئيس التحرير: طه يوسف حسن
Editor-in-chief: Taha Yousif Hassan

أخطر سلاسة كورونا 

ازداد القلق مجدداً حول العالم بعد رصد متحور أوميكرون من فيروس كورونا في جنوب إفريقيا، فيما تتأهّب دول عدة لجولة جديدة من تدابير الوقايةالصارمة، خصوصاً أن المعلومات شحيحة حتى الآن عن طبيعة المتحور الجديد.

ماذا قالت منظمة الصحة؟

فقد كشفت منظمة الصحة العالمية أن هناك أدلة أولية على أن المتحور، الذي اكتشف لأول مرة في 9 نوفمبر الجاري، قد يعرض من أصيبوا سابقاًبالمرض للإصابة مرة ثانية، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقالت أيضاً إن المتحور قد يكون أكثر قابلية للانتقال من سلالات أخرى من فيروس كورونا، مستشهدةً بانتشار أوميكرون السريع في جنوب إفريقياخلال الأسبوعين الماضيين.

كما طلبت المنظمة من السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم فحص المزيد من عينات الاختبار الإيجابية لمعرفة ما إذا كان المتحور ينتشر بالفعلفي أماكن أخرى.

لماذا يهتم العلماء؟

في المقابل يهتم العلماء بشكل كبير بالمتحور الجديد لاحتوائه على عدد كبير وبشكل غير عادي من الطفرات تقدر لحوالي 50، بما في ذلك أكثر من 30 طفرة مرتبطة بالبروتين الشائك (spike protein)، وهي البنية التي يستخدمها الفيروس لربط الخلايا البشرية والهدف الرئيسي للعديد من اللقاحاتالحالية.

وأفاد تقرير الصحيفة بأن الفيروسات تتغير طوال الوقت، مشيرة إلى أن ذلك لا يحدث فرقاً في كيفية عملها.

وأوضح أن بعض الحالات يمكن أن تجعل الفيروس ينتشر بشكل أسرع أو يحسن قدرته على التهرّب من نظام المناعة أو اللقاحات في الجسم.

في موازاة ذلك، يتضمن أوميكرون بعض الطفرات التي لم تكتشف من قبل إلى جانب بعض الطفرات التي اكتشفت.

وجعلت بعض الطفرات المعروفة المتغيرات الأخرى أكثر قابلية للانتقال أو أكثر قدرة على تجنب أجزاء من الاستجابة المناعية الناتجة عن التطعيم أوعدوى سابقة بالفيروس.

كما يشعر العلماء بالقلق من الزيادة السريعة في الحالات في جنوب إفريقيا منذ اكتشاف السلالة لأول مرة.

أماكن انتشاره

في السياق ذاته، انتشر المتحور الجديد خارج جنوب إفريقيا، حيث اكتشفت حالات بين مسافرين إلى بلجيكا وإسرائيل وهونغ كونغ.

أما عن أهميته، فقد صنفت منظمة الصحة العالمية السلالة على أنها “متحور مثير للقلق”، لتنبيه السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم رسمياً إلىالمخاطر الإضافية التي يبدو أنه يحملها.

ولتصنيفه هكذا، يجب إثبات أن السلالة الفيروسية الجديدة أكثر عدوى، أو تؤدي إلى مرض أكثر خطورة أو تقلل من فعالية تدابير الصحة العامة أواختبارات كورونا أو العلاجات أو اللقاحات.

كما تشمل المتحورات الأخرى المثيرة للقلق دلتا، الذي يسود الآن في جميع أنحاء العالم، وألفا، الذي أدى إلى موجة قاتلة من العدوى في جميع أنحاءأوروبا والولايات المتحدة في الشتاء والربيع الماضيين.

كيف اكتشفه العلماء؟

إلى ذلك، اكتشف المتحور الجديد بعدما جاءت عينة هذا الشهر من شخص مصاب في بوتسوانا، المتاخمة لجنوب إفريقيا.

بعد ذلك بوقت قصير، اكتشف العلماء في هونغ كونغ متحوراً في مسافر وصل من جنوب إفريقيا، وبدأ أوميكرون في الظهور في عينات من مقاطعةGauteng في جنوب إفريقيا.

وعلى عكس معظم المتحورات البارزة الأخرى، والتي لا يمكن اكتشافها إلا من خلال تسلسل الجينوم المكلف والمستهلك للوقت، يتم تمييز وجودأوميكرون في بعض اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل الشائعة الاستخدام، أو اختبارات PCR.

وهذا يجعل من السهل تتبعه وهو أحد الأسباب التي جعلت علماء جنوب إفريقيا قادرين على التقاط انتشاره السريع في البلاد بهذه السرعة.

فعالية اللقاحات

أما عن فعالية اللقاحات الموجودة حالياً ضد المتحور الجديد، فنظراً لعدم وجود العديد من الحالات المعروفة له، فهناك القليل من البيانات حول كيفيةتصرفه.

فقد ثبت أن بعض الطفرات التي تم تحديدها في المتحور تجعل من لقاحات كورونا أقل فعالية.

بدورهم، قال العديد من صانعي اللقاحات إنهم ما زالوا يدرسون كيف سيؤثر المتحور على فعالية لقاحاتهم.

وقالت شركة BioNTech SE الألمانية، التي طورت أحد أكثر لقاحات كورونا شيوعاً مع شركة Pfizer Inc، إن الأمر سيستغرق حوالي أسبوعينلتحديد ما إذا كان المتحور الجديد يقاوم اللقاح.

من جانبها، أوضحت متحدثة باسم BioNTech أنه إذا لزم الأمر يمكن للشركات إنتاج لقاح جديد يتم تعديله لأي متغير في غضون ستة أسابيعوشحن دفعات أولية في غضون 100 يوم.

من جانبها، قالت شركة Moderna أمس الجمعة إنها ستقدم بسرعة لقاحاً معززاً يستهدف أوميكرون.

وأضافت أنها ستختبر أيضاً ما إذا كان الدم المأخوذ من المشاركين في التجارب السريرية للحصول على معززات قيد التطوير لمتغيرين آخرين،يشتركان في بعض الطفرات مع أوميكرون، وفيما إذا بإمكانهما يوفران الحماية ضد السلالة الجديدة.

Global Media News

View all posts
en_USEnglish